عبّرت المكسيك، يوم الجمعة الماضي، عن تفاؤلها بأن اتفاقية التجارة الجديدة في أميركا الشمالية ستحسن العلاقات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب وتقي البلاد شر التهديدات الاقتصادية التي اقتربت من حافة الأزمة العام الماضي. وكان الرئيس ترامب قد حذر في شهر يونيو الماضي من أنه قد يفرض رسوماً جمركية باهظة على صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة ما لم تتخذ مكسيكو إجراءات حاسمة ضد الآلاف من مواطني دول أميركا الوسطى الذين يعبرون البلاد إلى الولايات المتحدة بطرق غير شرعية.
ويرى «خيسوس سيادا»، المسؤول البارز بوزارة الخارجية المكسيكية، أن اتفاق التجارة الجديد بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد يغير حسابات ترامب السياسية مستقبلا. وصرّح «سيادا» بقوله إن تهديدات العام الماضي «حدثت في ظل اتفاقية نافتا (اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية)، وهي أسوأ اتفاقية في التاريخ على الكوكب في نظر (ترامب). أما الآن فقد أصبح لدينا أفضل اتفاقية في العالم وفقاً له أيضاً». وأشار «سيادا» إلى أن الاتفاقية الجديدة التي تحل محل «نافتا» لا ترضي ترامب فحسب، بل كثيرين من «الحزب الديمقراطيين» أيضاً في الكونجرس ممن وقّعوا عليها بعد انتزاع تعهدات بفرض تطبيق أشد صرامة للوائح العمل في المكسيك. والاتفاقية الجديدة، وهي تحل محل «نافتا» التي تم تطبيقها في عام 1994، تضع آلية دقيقة لحسم النزاعات التجارية عبر مجالس مؤلفة من ثلاثة خبراء مستقلين. وأوضح «سيادا» أن هذا النظام إنما تم وضعه أساساً لحسم الخلافات حول العمالة، لكن يمكن استخدامه في قضايا أخرى.
وذكر «سيادا»، وهو وكيل وزارة الخارجية المكسيكية لشؤون أميركا الشمالية وكبير مفاوضي المكسيك في الاتفاقية التجارية الجديدة، أن «نافتا لم تقدم لنا دفاعاً فاعلا في النزاعات من هذا النوع».
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد صدّق على «اتفاقية الولايات المتحدة -المكسيك -كندا» بأغلبية ساحقة، يوم الخميس الماضي، بعد إقرارها في مجلس النواب (الغرفة الثانية في الكونغرس الأميركي). كما أقرّها المشرّعون المكسيكون بالفعل، ويتوقع أن يقرها البرلمان الكندي أيضاً. ويأتي إبرام الاتفاقية في الوقت الذي استقرت فيه، على ما يبدو حالياً، علاقات مكسيكو المضطربة عادةً مع واشنطن.
وبعد أن واجهت حكومة الرئيس اليساري «اندريس مانويل لوبيث اوبرادور» تهديداً من الولايات المتحدة بتعزيز الرسوم الجمركية على وارداتها من المكسيك، عززت حكومة «اوبرادور» عمليات احتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء من أميركا الوسطى، مما ساهم في حدوث انخفاض كبير في عمليات الاعتقال على الحدود الأميركية. لكن على ما يبدو فإن إدارة ترامب تشعر بقلق متزايد من تصاعد أعمال العنف في المكسيك. وكان الرئيس الأميركي قد هدد في الآونة الأخيرة، قبل أن يعود ويتراجع لاحقاً عن تهديده، بتصنيف عصابات تجارة المخدرات المكسيكية كجماعات إرهابية، مما أثار مخاوف من عواقب ذلك على اقتصاد المكسيك.
وكان ترامب قد هاجم المكسيك بشدّة أثناء حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، قائلاً إنها ترسل إلى الولايات المتحدة مجرمين ومغتصبي نساء. وتخشى المكسيك من التعرض مجدداً لهجوم آخر مشابه في السباق الرئاسي الأميركي هذا العام. وذكر «سيادا» أن الحكومة الأميركية «لديها سجل طويل للغاية في السعي إلى تطبيق إجراءات من جانب واحد وفقاً للحاجات السياسية. ولا أحد يتخيل أن يتغير هذا السجل في المستقبل القريب». لكنه يتوقع أن تتحسن الأوضاع بفضل الاتفاقية التجارية الجديدة. وقد أصبحت المكسيك الشريك التجاري الأميركي الأول للولايات المتحدة عام 2019، وذلك في غمرة حرب ترامب التجارية على الصين.
*مراسلة تغطي شؤون المكسيك وأميركا الوسطى
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
ويرى «خيسوس سيادا»، المسؤول البارز بوزارة الخارجية المكسيكية، أن اتفاق التجارة الجديد بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد يغير حسابات ترامب السياسية مستقبلا. وصرّح «سيادا» بقوله إن تهديدات العام الماضي «حدثت في ظل اتفاقية نافتا (اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية)، وهي أسوأ اتفاقية في التاريخ على الكوكب في نظر (ترامب). أما الآن فقد أصبح لدينا أفضل اتفاقية في العالم وفقاً له أيضاً». وأشار «سيادا» إلى أن الاتفاقية الجديدة التي تحل محل «نافتا» لا ترضي ترامب فحسب، بل كثيرين من «الحزب الديمقراطيين» أيضاً في الكونجرس ممن وقّعوا عليها بعد انتزاع تعهدات بفرض تطبيق أشد صرامة للوائح العمل في المكسيك. والاتفاقية الجديدة، وهي تحل محل «نافتا» التي تم تطبيقها في عام 1994، تضع آلية دقيقة لحسم النزاعات التجارية عبر مجالس مؤلفة من ثلاثة خبراء مستقلين. وأوضح «سيادا» أن هذا النظام إنما تم وضعه أساساً لحسم الخلافات حول العمالة، لكن يمكن استخدامه في قضايا أخرى.
وذكر «سيادا»، وهو وكيل وزارة الخارجية المكسيكية لشؤون أميركا الشمالية وكبير مفاوضي المكسيك في الاتفاقية التجارية الجديدة، أن «نافتا لم تقدم لنا دفاعاً فاعلا في النزاعات من هذا النوع».
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد صدّق على «اتفاقية الولايات المتحدة -المكسيك -كندا» بأغلبية ساحقة، يوم الخميس الماضي، بعد إقرارها في مجلس النواب (الغرفة الثانية في الكونغرس الأميركي). كما أقرّها المشرّعون المكسيكون بالفعل، ويتوقع أن يقرها البرلمان الكندي أيضاً. ويأتي إبرام الاتفاقية في الوقت الذي استقرت فيه، على ما يبدو حالياً، علاقات مكسيكو المضطربة عادةً مع واشنطن.
وبعد أن واجهت حكومة الرئيس اليساري «اندريس مانويل لوبيث اوبرادور» تهديداً من الولايات المتحدة بتعزيز الرسوم الجمركية على وارداتها من المكسيك، عززت حكومة «اوبرادور» عمليات احتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء من أميركا الوسطى، مما ساهم في حدوث انخفاض كبير في عمليات الاعتقال على الحدود الأميركية. لكن على ما يبدو فإن إدارة ترامب تشعر بقلق متزايد من تصاعد أعمال العنف في المكسيك. وكان الرئيس الأميركي قد هدد في الآونة الأخيرة، قبل أن يعود ويتراجع لاحقاً عن تهديده، بتصنيف عصابات تجارة المخدرات المكسيكية كجماعات إرهابية، مما أثار مخاوف من عواقب ذلك على اقتصاد المكسيك.
وكان ترامب قد هاجم المكسيك بشدّة أثناء حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، قائلاً إنها ترسل إلى الولايات المتحدة مجرمين ومغتصبي نساء. وتخشى المكسيك من التعرض مجدداً لهجوم آخر مشابه في السباق الرئاسي الأميركي هذا العام. وذكر «سيادا» أن الحكومة الأميركية «لديها سجل طويل للغاية في السعي إلى تطبيق إجراءات من جانب واحد وفقاً للحاجات السياسية. ولا أحد يتخيل أن يتغير هذا السجل في المستقبل القريب». لكنه يتوقع أن تتحسن الأوضاع بفضل الاتفاقية التجارية الجديدة. وقد أصبحت المكسيك الشريك التجاري الأميركي الأول للولايات المتحدة عام 2019، وذلك في غمرة حرب ترامب التجارية على الصين.
*مراسلة تغطي شؤون المكسيك وأميركا الوسطى
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»